إلى المحتوى الرئيسي

ظاهرة درسدن

تشكل مدينة درسدن مثالا رائعا على التراث العريق، وتُعتَبر في ذات الوقت مركز اجتذاب لجيل الشباب.

22.05.2014
Fotolia/S.Klein - Dresden
Fotolia/S.Klein - Dresden © Fotolia/S.Klein - Dresden

يبدو بنيامين بيدلينغماير في غاية السعادة. رغم أن عليه أن يقف مجددا من الساعة العاشرة صباحا حتى ساعة متأخرة من الليل في المطبخ ليعمل. فهذا هو عمله، وهو يحبه، رغم الجهد الكبير لساعات طويلة. وقد اعتُبِر مؤخرا أصغر طباخي زاكسن النجوم لوجباته المبتكرة الساحرة، حتى أن خبراء الطعام والذواقة أطلقوا عليه لقب "الطباخ الصاعد لهذا العام ". بهذا يكون ابن السابعة والعشرين، الذي قدم في عام 2013 من جزيرة زولت إلى درسدن للعمل كرئيس مطبخ في مطعم كاروسيل التابع لفندق بولوف بالاس، أيضا واحدا من الأمثلة المتميزة على ما بات يعرف باسم ظاهرة درسدن: مدى الشباب الذي تتمتع به المدينة، التي تعتبر على المستوى العالمي من مدن الباروك الساحر الذي يجمع بين تسفينغر وكنيسة فراونكيرشة ودار أوبرا زيمبر أوبر ومساطب بروشلر تيراسة.

 

يبدو أن درسدن تتمتع حاليا بقوة جذب متميزة لجيل الشباب. يمكن للمرء فهم هذا الأمر، على ضوء ضفاف نهر إلبة الشاعرية، والمنتزه الكبير الخلاب والإمكانات اللانهائية لأوقات الفراغ وممارسة الرياضة التي توفرها مناطق سويسرة السكسونية القريبة. حيث أن المقاهي الكثيرة المتميزة ونوادي الموسيقى المنتشرة جميعها في المدينة الجديدة تشكل "بؤرة" مركزية لتجمع الشباب. بالمناسبة هي ليست جديدة إطلاقا. بل إنها عبارة عن مناطق مليئة بالعمارة القديمة وتشكل واحدا من أكثر المناطق السكنية جاذبية، وحتى بالنسبة لطلبة الجامعات التسع في المدينة بشكل خاص. المساحات الكثيرة الخالية (بكل ما في الكلمة من معنى) والحياة الثقافية الناشطة، تجتذب أيضا الشباب من شتى أنحاء العالم إلى درسدن. من هؤلاء على سبيل المثال الراقصة الأمريكية المتميزة كورتني ريتشاردسون، الراقصة المنفردة منذ عام 2013 في باليه أوبرا زيمبر أوبر الشهيرة. أو الشاب باريتون زاخاراي نيلسون الذي هاجر من فيلاديلفيا إلى درسدن. ومن شباب درسدن أيضا الكثير من الأطفال، حيث أن درسدن تتميز بين 15 أكبر مدينة في ألمانيا بأعلى نسبة للمواليد الجدد، بلا منازع.

 

ولا يجوز أن ننسى أيضا الفرصة الأفضل للشعور بالشباب المتجدد، حتى في سن ما بعد الثمانين: عندما تقام في دار أوبرا زيمبر أوبر باليه الأوبرا الشهيرة، ويتجمع في حلبة الرقص الكبيرة في أحضان بناء الباروك الرائع آلاف الأزواج من أبناء مدينة درسدن، للاستمتاع برقصة بحيرة البجع في أجواء خلابة.  حينها تبرز درسدن مجددا، وتحقق ما تعجز عنه كل مدينة أخرى: منح زوارها النشوة الخالصة.

www.dresden.de

 

© www.deutschland.de