إلى المحتوى الرئيسي

صيفُ الثقافة للجميع وفي كل مكان

الصيفُ والشمسُ والمسرحُ والموسيقى في الهواء الطلق: نعرض لك نهجًا ناجحًا من ألمانيا. 

02.07.2024
كلوي موغليا تفتتح صيف الثقافة لعام 2023 في لودفيغسهافن.
كلوي موغليا تفتتح صيف الثقافة لعام 2023 في لودفيغسهافن. © Kultursommer

الصيفُ في ألمانيا هو كذلك وقتُ إقامة المهرجانات الكبيرة في الهواء الطلق. كما تجد الحفلاتُ الموسيقية الصغيرة، والاحتفالاتُ في الحدائق، والمسارحُ في الهواء الطلق مساحةً لها في هذا الفصل من العام. يمكن أن يُطلَق عليه "صيفُ الثقافة"، مثلما يحدث في العديد من الأماكن في ألمانيا، ولكن ذلك المفهوم "ابتكارٌ" بدأته ولاية راينلاند بفالتس؛ ففي عام 1992، أعلنت حكومةُ الولاية عن صيفٍ ثقافيٍّ يُقام هناك لأول مرة. "يجب ألا تقتصر إقامةُ الفعاليات الفنية والثقافية على المدن الكبرى في الولاية فحسب، وإنما يلزم أن تُختَزل المسافةُ أمام الأشخاص وأن تُقدَّم العديدُ من العروض الثقافية في شتى أنحاء ولاية راينلاند بفالتس"، مثلما يقول الأستاذ يورغن هارديك، وكيلُ وزارة الثقافة بالولاية. شغل الرجلُ لمدة 26 عامًا، منذ عام 1995، منصبَ المدير الإداريّ "للصيف الثقافيّ لولاية راينلاند بفالتس".  

كان الأستاذ يورغن هارديك، حاليًا وكيل وزارة الثقافة بولاية راينلاند بفالتس، مديرًا إداريًا "لصيف الثقافة" لسنواتٍ عديدة.
كان الأستاذ يورغن هارديك، حاليًا وكيل وزارة الثقافة بولاية راينلاند بفالتس، مديرًا إداريًا "لصيف الثقافة" لسنواتٍ عديدة. © Staatskanzlei, Christine Kuncke

يُقدِّم مكتبُ صيف الثقافة، الذي أصبح الآن جزءًا من مؤسسة، دعمًا ماليًا للفعاليات الثقافية يُقدَّر بنحو 4.5 مليون يورو سنويًا ويُملي عليها كذلك شعارًا. "يمكن الأخذُ به، لكنه ليس ملزِمًا"، على حد قول هارديك. وهذا كلُ ما في الأمر. ذلك أن: "صيف الثقافة في ولاية راينلاند بفالتس يصنعه المشهدُ الثقافيُّ للولاية!"، وتُقدَّم المساعدةُ للمُنظِّمين عند الضرورة؛ بالمال والمشورة والعلاقات العامة. يقول هارديك، إن الموارد المالية تُقسَّم على النحو النموذجيّ التالي: "الثلث من إيرادات تذاكر الدخول، والثلث من الجهة المنظمة، والثلث دعمٌ من الولاية". ويوضَع البرنامج عادةً بنسبة 100 في المائة وفق المشهد الثقافي الحر.  

حفل موسيقي على أطلال دير شتوبين
حفل موسيقي على أطلال دير شتوبين © Artur Feller

ومن هنا أيضًا يأتي تنوع صيف الثقافة؛ حيث تُقدَّم قرابةُ 200 فعالية خلال الفترة من 1 مايو/أيار إلى 31 أكتوبر/تشرين الثاني عبر الولاية الاتحادية الكبيرة وكذلك في القطاعات الفنية المختلفة. تتنوَّع الفعَّالياتُ من المهرجان السينمائيّ أو مهرجان مسرح الشارع في مدينة لودفيغسهافن، مرورًا "بالمهرجان المسرحيّ نيبيلونغن" في مدينة فورمز و"مهرجان فرينغه" في مدينة تريير، ووصولاً إلى "أيام فيسترفيلدر الأدبية" ومهرجان الموسيقى العالمية "هوريتسونته" في مدينة كوبلنتس ومهرجان موسيقى القرون الوسطى "ڤيا ميدياڤال" في كنائس الولاية‎. ويمكن اعتبار "تعزيز الثقافة للجميع وفي كل مكان" هو نهج صيف الثقافة. هل ينجح المهرجان؟ يقول هارديك: "يأتي نحو 700 ألف شخص كل عام. نعم، لقد نجح الأمرُ بقدرٍ جيدٍ للغاية".