60 عاما من عضوية الناتو
مهدت معاهدات باريس قبل ستين عاما لانضمام جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" – حدث تاريخي ذو آثار مهمة طويلة الأجل.
عندما سافر المستشار الألماني الاتحادي هيلموت كول في صيف 1990 إلى ملاقاة رئيس الاتحاد السوفييتي السابق ميشائيل غورباتشوف، للتفاوض معه بشأن الوحدة الألمانية، كانت عضوية ألمانيا في حلف شمال الأطلسي (NATO) تشكل العقبة الرئيسية. صحيح أن غورباتشوف كان قد أعرب عن موافقته المبدئية على الوحدة، إلا أن عضوية ألمانيا الموحدة في حلف الناتو كانت من الموضوعات "غير القابلة للبحث إطلاقا". خلال فترة الحرب الباردة كان حلف الناتو وحلف وارسو يشكلان كتلتين عسكريتين متعارضتين تماما.
وكانت جمهورية ألمانيا الاتحادية قد دخلت عضوية حلف الناتو في 6 أيار/مايو 1955. بينما دخلت جمهورية ألمانيا الديمقراطية، الجمهورية الشيوعية التي نجمت عن تقسيم ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية حلف وارسو، بعد ذلك بفترة وجيزة. بهذا تكون قد تمت تلبية المصالح المختلفة.
حكومة آدناور والتوجه نحو الغرب
قبل ذلك، كانت حكومة كونراد آدناور قد اتخذت قرارها بتوجه جمهورية ألمانيا الاتحادية نحو الغرب، من خلال التوقيع على معاهدات باريس. وفي 5 أيار/مايو 1955 دخلت المعاهدات مع الحلفاء الغربيين حيز التطبيق، بعد أن صادق عليها البوندستاغ (البرلمان الاتحادي) الألماني، وهو ما سهل انضمام ألمانيا الاتحادية إلى اتحاد أوروبا الغربية (WEU) وإلى حلف الناتو. "بدون أمريكا لا يمكن الدفاع عن أوروبا في مواجهة الاتحاد السوفييتي"، قال المستشار الألماني الاتحادي آنذاك، آدناور. وقد كان التوقيع على معاهدات باريس موضع خلاف كبير في البلاد. حيث رأى حزب المعارضة SPD بشكل رئيسي إلى جانب المؤسسات الكنسية تهديدا واضحا للسلم، وأعرب عن خشيته من إعادة تسليح ألمانيا. في النهاية تمكنت الحكومة من فرض رأيها، في التوجه السياسي نحو الغرب.
بقيت معاهدات باريس سارية المفعول حتى بعد عودة الوحدة الألمانية. ومع معاهدة اثنان زائد أربعة التي تم التوقيع عليها في 15 آذار/مارس 1991 استعادت ألمانيا سيادتها الكاملة. وقد حافظت ألمانيا الموحدة على عضويتها في حلف الناتو.
© www.deutschland.de