شركات عالمية في طريق جديدة
العمل الجديد ليس فقط مصطلح باهر للشركات الناشئة. تعرف على شركتين عالميتين تتبع أساليب جديدة في عالم تنظيم الأعمال.
العمل الجديد يتحول إلى شعارات مرفقة بلوحات وصور جدارية في مكاتب ملونة ومتنوعة، وإلى زوايا مخصصة لتناول القهوة ومفروشات فاخرة مريحة في المكاتب. أو يرتبط أيضا بالمكتب المنزلي. ولكن ذلك ليس في الشركات الصناعية والتي تقوم على الإنتاج. مع أن العمل الجديد بات يختزل اليوم مجموعة كبيرة من التغيرات ذات التوجهات المستقبلية التي ستكون متاحة إلى حد كبير من خلال الرقمنة، وسيتم تحفيزها من خلالها أيضا. مثالان من ألمانيا يظهران وصول العمل الجديد إلى شركات عالمية عملاقة:
"Trumpf " ترومبف – اعمل كما يقرر فريق عملك
ترومبف شركة لبناء الآلات التي تصنع العُدَد والأدوات في ديتسينغن الواقعة في منطقة شفابن، وقد حققت في السنة المالية 2020/2021 حجم مبيعات وصل إلى 3,5 مليار يورو. الشركة الرائدة تقنيا وتجاريا في بناء آلات معينة لتصنيع العُدَد والعمل بالليزر تعتمد منذ زمن بعيد على الأفكار المبتكرة أيضا في مجال تنظيم العمل. مبدأ "مكان عمل المستقبل"، تم تبنيه منذ عام 2019 تدريجيا، بحيث بات يشمل جميع العاملين الذين يقترب عددهم من 15000، وهو يقوم على منصة موحدة لمختلف العمليات. قواعد عمل جديدة تسري اعتبارا من الأول من كانون الثاني/يناير 2022 تنقل مهمات معينة إلى فرق متغيرة وتمنحها الكثير من المرونة وتحمل المسؤولية. ترومبف تطلق على هذا الأسلوب "الطريق من ثقافة الحضور الشخصي إلى ثقافة الإنجاز"، حيث لا يوجد عدد محدد مسبقا من ساعات العمل.
"B.Braun" ب.براون – العمل خارج إطار التسلسل الهرمي
تعتبر ب.براون في ميلزونغن الواقعة في ولاية هيسن إحدى الشركات الرائدة عالميا في إنتاج التقنيات الطبية والمواد الصيدلانية، بعدد العاملين الذي يتجاوز 64000، وحجم المبيعات الذي يصل إلى 7 مليارات يورو. في مركز الشركة في ميلزونغن تبنت ب.براون في التسعينيات مبدأ مكاتب العمل المرنة. تسعى الشركة جاهدة إلى تحقيق التوازن بين التسلسل الهرمي وتحمل المسؤولية الشخصية لجميع العاملين. كلمة السر في هذا المشروع هي "المهمات وفرق العمل". وربما تكمن الخطوة الأهم في هذا السياق في نقل المسؤولية إلى العاملين من خلال فرق عمل مسؤولة، يكون للعاملين فيها صوت مسموع ومشاركة فعالة في اتخاذ القرارات. أي أنهم لا يعملون ضمن إطار مهمات معينة محددة مسبقا، وإنما يمكنهم توظيف مهاراتهم وقدراتهم ضمن فرق العمل التي تكون بحاجة إليها. تقوم هذه الفكرة على رؤية قوامها شبكة عمل ومهارات تضم مختلف نشاطات الشركة، وتطلق ب.براون على هذه الفكرة "تشاركية الخبرات".