"رأس مال الاقتصاد المعاصر"
لماذا يعتبر التنوع مهما وأساسيا لنجاح الشركات؟ المفكرة أليتا فون هاردنبيرغ لديها حجج مقنعة.
السيدة فون هاردنبيرغ، تحت وطأة ضغط التطور السكاني تزداد أهمية التنوع ودوره في الشركات. هل جاءت هذه المسألة وتطورت من الحاجة؟
لا، لقد جاءت هذه المسألة من قناعة مفادها أن الشركات والمؤسسات يمكنها أن تكون أكثر نجاحا وبأوضاع أفضل، عندما تعيش التنوع على أنه بنية تنظيمية، وتراجع عملياتها الداخلية وتستخدم فرق العمل المتنوعة. وكانت هذه القواعد سائدة حتى قبل بروز التحديات الديمغرافية الحالية. إلا أن التطور السكاني (الديمغرافي) يحظى اليوم بالمزيد من الاهتمام.
هل يمكن قياس ومعرفة ما إذا كانت فرق العمل المتنوعة قادرة على إيجاد الحلول الأفضل؟
هناك العديد من الدراسات التي تؤكد هذا الأمر. على سبيل المثال الدراسة التي قمنا نحن بإعدادها "التنوع في ألمانيا"، والتي وضعناها بالتعاون مع شركة الرقابة المحاسبية EY، لمناسبة مرور سنتين على تأسيس الميثاق. إلا أنه يكفي ذكر النظرة الموضوعية التالية: تتميز ألمانيا اليوم بالتنوع بشكل لم يسبق له مثيل، مهما كانت وجهة النظر التي ننظر من خلالها إلى هذا التنوع: سواء كان من ناحية العرق أو التوجه الجنسي أو الانتماء الديني والمعتقد أو الإعاقة المرئية وغير المرئية وغيرها من العوامل. إذا كنت تريد خدمة هذه السوق، يجب عليك التفكير بهذا التنوع، ومراعاته، والتعامل معه.
هل يمكنك ذكر مثال واقعي من الاقتصاد الألماني؟
أذكر على سبيل المثال عمليات اختيار المتقدمين للحصول على فرص العمل. حيث قامت العديد من المنظمات بتعديل المعايير وتحريرها من الصور والأفكار النمطية. شركة دويتشة تيليكوم على سبيل المثال تُعَوّل على عملية اختيار طلبة التأهيل المهني القائمة على المواهب والكفاءات: ليس مستوى العلامات المدرسية هو الأساس للحصول على فرصة للتأهيل المهني أو مقعد للدراسة، وإنما المواهب ونقاط القوة والاهتمامات المتعلقة بهذا التأهيل المهني أو الدراسة الجامعية. وخلال عملية الانتقاء فإن الشباب الذين تعتبر فرصهم ضئيلة، بسبب نقص في التعليم أو ضعف في المؤهلات والقدرة على التدريب، يمكنهم إثبات مهاراتهم وجدارتهم من خلال فترة تدريبية. ومن يحقق نتائج جيدة خلال هذه الفترة، يمكنه الالتحاق مباشرة بالتأهيل المهني لدى شركة دويتشة تيليكوم.
مع ميثاق التنوع تُجَنّدين نفسك منذ 2006 في خدمة التنوع. ما عدد المنتسبين الذين تمكنتم من كسب تأييدهم حتى الآن؟
لدينا اليوم ما يزيد عن 3100 شركة ومؤسسة وشخصية، وَقّعوا جميعا على ميثاق التنوع، ومازالت الطلبات تردنا باستمرار. نحن أكبر شبكة علاقات للتنوع، كما أننا نعتبر منصة حيوية لمسألة التنوع. لا نرى في التنوع مجرد رأس مال في الاقتصاد المعاصر فقط، وإنما أيضا مفتاحا للتضامن والتكافل الاجتماعي.
أجرى الحوار: مارتين أورت
You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here: