الفرصة الأخيرة لوحيد القرن الأبيض؟
مازال هناك اثنين فقط من وحيد القرن الأبيض الشمالي - هل يمكن إنقاذ هذا النوع من الحيوانات؟ مشروع «إنقاذ الطبيعة» يحاول إيقاف الانقراض.
مازال هناك اثنين منه فقط في العالم: ناجين وفاتو هما آخر الاثنين الأحياء من وحيد القرن الأبيض الشمالي. الأم والبنت، 33 سنة و23 سنة، تعيشان في ظل مراقبة شديدة في المحمية الطبيعية أول بيجيتا في كينيا. كلاهما ولدتا في حديقة الحيوانات دفور كرالوفة في التشيك، وكان يتوجب عليهما في البداية الاعتياد على الحياة في كينيا. «عندما جاءتا إلى هنا كانتا بالطبع غير معتادتين على العديد من الأشياء. لم تكن تعرفان كيف يمكن الاستحمام في البرك الطينية، وكيفية التعامل مع حيوانات وحيد القرن الأخرى، وإثبات الذات بينها»، يقول صامويل موتيسيا من محمية أول بيجيتا لقناة دويتشة فيلة. «ولكن عندما جمعناهما مع حيوانات وحيد القرن الجنوبي المتواجدة هنا عندنا تمكنتا من التأقلم».
كارثة للتنوع البيولوجي: الذكر الأخير مات في العام 2018
الذكر الأخير، سودان، مات في العام 2018 في أول بيجيتا. هل هي نهاية هذا النوع من الكائنات؟ في الاتحاد الدولي لإنقاذ الطبيعة التابع لمعهد لاينبيتس لأبحاث الحيوانات والحياة البرية في برلين يحاول الباحثون إنقاذ وحيد القرن الأبيض الشمالي من الانقراض بواسطة «طرق حديثة تعتمد على تحفيز التكاثر وأبحاث الخلايا الجذعية». هذا الأمر ضروري لأنه حتى عندما كان الذكر الأخير على قيد الحياة تعثرت محاولات التلقيح الصناعي بسبب سوء نوعية الحيوانات المنوية. إنقاذ البيئة، التي يحظى شركاؤها الألمان بدعم من الوزارة الاتحادية للتعليم والبحث العلمي (BMBF) تعمل على توفير أجنة سليمة من أمشاج طبيعية (ART) ومن أمشاج صناعية مستخلصة من زراعة الخلايا (ٍSCAT). على أن تتم زراعة الأجنة في داخل أمهات بديلات من وحيد القرن الأبيض الجنوبي. ويوجد الآن بالفعل عدد من هذه الأجنة. ولكن من الواجب في البداية إجراء تجارب على هذه الأمومة البديلة من خلال زراعة أجنة من وحيد القرن الأبيض الجنوبي، قبل الإقدام على الخطوة الأخيرة للحفاظ على هذا النوع من وحيد القرن الأبيض الشمالي.
الحفاظ التقني على التنوع البيولوجي - مراعاة الجوانب الأخلاقية
إلا أن الحفاظ التقني على التنوع البيولوجي ينطوي أيضا على الكثير من المسائل الأخلاقية. حيث يبرز على سبيل المثال التساؤل عن مدى وحدود التقنية الجينية. أو: ما هي المخاطر والأعباء الممكن تحميلها لآخر اثنين على قيد الحياة من هذا الصنف من الكائنات الحية؟ «إنقاذ الطبيعة» تهتم بشكل مكثف بمثل هذه التساؤلات، حيث سيتم في الختام الاستفادة من النتائج والخبرات من أجل الحفاظ على أصناف أخرى من الكائنات الحية.
ناجين وفاتو تستمعان بحب خاص للحيوانات
وماذا عن ناجين وفاتو؟ رئيس فريق الرعاية زكريا موتاوي يقوم على رعاية الاثنتين منذ أكثر من 12 سنة. يصرح لقناة دويتشة فيلة: «أمضي الكثير من الوقت بصحبتهما، أكثر مما أمضي مع أسرتي. لهذا السبب أصبح ارتباطي بهما من نوع خاص». كما يروي أن الأم وابنتها تحبان البرنامج اليومي المنتظم: في الصباح تكونان في غاية النشاط، تأكلان وتمضيان الوقت مع بقية حيوانات وحيد القرن. وعندما يشتد الحر تستريحان لمدة ست أو سبع ساعات وتنتظران أن تخف حرارة الجو». زيارات العلماء والعالمات من «إنقاذ الطبيعة» باتت أيضا جزءا من هذه الحياة الروتينية.