فولوديمير كودريتسكي يسعى إلى توفير الطاقة في زمن الحرب

فولوديمير كودريتسكي ينظر مبتسما إلى الكاميرا. فقد وقع للتو في كييف عقدا بقيمة 45 مليون يورو بحضور وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسة. هذا ما وعدته به ألمانيا من أجل إعادة إعمار نظام الطاقة الأوكراني، وهو يعتبر إحدى المساعدات المتعددة خلال السنوات الأخيرة. إنه التاسع من آذار/مارس 2024، وكودريتسكي، رئيس أكبر شركة للطاقة الكهربائية في البلاد، شركة «أوكرينيرغو».  

هو يترأس الشركة منذ 2020، وهو يعيش أجواء أزمة، منذ ذلك الحين. بداية توجب عليه مواجهة جائحة كورونا، وتحويل كافة العمليات بسرعة قياسية إلى التحكم عن بعد. ثم جاءت الحرب العدوانية الروسية التي يعتبر قطاع الطاقة الأوكراني من أكبر المتضررين منها. لم تمض ليلة واحدة تقريبا دون أن تهدد روسيا عنفات ومحطات الطاقة وأبراج الكهرباء، سواء بالصواريخ أو بالمسيرات، وذلك كجزء من حربها على الحياة المدنية والبنى التحتية. وقد تم التصدي لكثير منها، بينما نجح كثير منها أيضا في تحقيق هدفه التخريبي. لهذا تعتبر إعادة إعمار شبكة الطاقة مهمة دائمة ومتجددة.  

حوالي 1500 مختص يعملون باستمرار في الوحدات المتنقلة. «عند الضرورة يعملون 24 ساعة، سبعة أيام»، يقول كودريتسكي. في ظل مخاطر كبيرة على حياتهم، يحاولون معالجة الأضرار الناجمة عن الاعتداءات، بأسرع فترة ممكنة. «وقد تطلب الأمر جهودا جبارة بعد الشتاء الأول». حينها كانت 60 في المائة من محطات توليد الطاقة الكهربائية متضررة أو مدمرة بالكامل. «بمعجزة صغيرة» أمكن إصلاح 95 في المائة من الشبكة، بحلول الشتاء التالي. وهكذا تمكنت أوكرانيا من عبور فصل الشتاء بسلام. ولكن منذ آذار/مارس 2024 تواجه محطات الطاقة من جديد قصفا وهجوما عنيفا.  

ولهذا السبب أيضا يعتبر الدعم الذي يقدمه بنك التنمية وإعادة الإعمار KfW بتفويض من الحكومة الألمانية الاتحادية في غاية الأهمية بالنسبة لرئيس أوكرينيرغو. بدون المساعدات الخارجية «ما كان بإمكاننا تجاوز فصلي الشتاء الماضيين»، يقول المدير. رغم الصعوبات القاسية لم يفقد كودريتسكي الأمل: فهو يؤكد أن أوكرانيا كانت تعاني طوال تاريخها من مصاعب متنوعة. وهكذا هي الحال أيضا الآن. لهذا «يتوجب علينا الكفاح في الطريق نحو الحرية والاستقلال والديمقراطية». ولهذه الغاية يقف هو أيضا على «جبهة» الطاقة.