كيف تعمل الشرطةُ الألمانية على دعم السلام والديمقراطية

ابتعثت جمهوريةُ ألمانيا الاتحادية لأول مرة ضباط شرطة إلى الخارج في إطار بعثات الشرطة للأمم المتحدة في عام 1989. وكانت الوجهة ناميبيا. كانت المستعمرةُ الألمانيةُ السابقة محميةً تابعةً لجنوب إفريقيا وكان من المفترض مساعدتها لنيل استقلالها. دعمت بعثةُ الأمم المتحدة تلك العملية. وخلال 35 عامًا من ذلك التاريخ، شاركت ألمانيا في 13 مهمة شُرطية تابعة للأمم المتحدة. تُضاف إليها بعثاتٌ دوليةٌ أخرى، على سبيل المثال تحت إشراف الاتحاد الأوروبي. وجرى على مر السنين وضعُ أكثر من 1300 ضابط شرطة ألماني تحت تصرُّف الأمم المتحدة. الكثير منهم أُعيد انتدابه مرارًا وتكرارًا، مثل رئيس المباحث (دورته باباكونستنتينو) من شرطة هامبورغ، والذي شارك في بعثتين إلى كوسوفو واثنتين إلى أفغانستان.  

كمبوديا – الأمن في أثناء أول انتخابات ديمقراطية 

نذكر من الأمثلة الجيدة على عمل بعثات الأمم المتحدة، سلطةَ الأمم المتحدة الانتقالية في كمبوديا (UNTAC) من عام 1992 إلى عام 1993. كانت القضيةُ الرئيسية هناك هي تأمين الانتخابات، وكانت الانتخابات الأولى من نوعها في كمبوديا بعد عقودٍ من الحرب الأهلية الدموية. لم تعمل سلطة الأمم المتحدة الانتقالية في كمبوديا على حماية الانتخابات نفسها وحسب، بل دعمَّت أيضًا بناءَ وتدريبَ الشرطة المدنية بإجمالي 150 ضابطًا ألمانيًا. وقدَّم هذا العمل إسهامًا مهمًا في إحلال السلام. ولا يزال التعاونُ الثنائيُّ وثيقًا حتى يومنا هذا: تُعد كمبوديا دولةً شريكةً في التعاون التنموي الألماني.  

هايتي – تدريب الشرطة والإغاثة في حالات الكوارث الطارئة 

تتجلَّى المهامُ المتنوعة لبعثات الأمم المتحدة في جهود بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي (مينوستاه). نشط 150 ضابطًا ألمانيًا في المجمل بين عاميّ 2004 و2017 في عدة مجالات. من ناحية، لضمان الأمن العام، ولتدريب الشرطة الهايتية كذلك بشكلٍ خاص. حصلت كوارث طبيعية كبرى في أثناء البعثة، أبرزها الزلزال المروع الذي وقع في عام 2010 وأودى بحياة 220 إلى 500 ألف شخص. كما قدَّم ضباطُ الشرطة الألمانية التابعة للأمم المتحدة من بعثة الأمم المتحدة على الفور أعمال الإغاثة الطارئة والدعم في إعادة الإعمار في مرحلةٍ لاحقة. 

يمكنك الاطلاع على كل ما هو تجدرُ الإحاطةُ به حول انخراط ألمانيا في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هنا.