إلى المحتوى الرئيسي

حفظ السلام يشهد مرحلة تحول

بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام تتولى أكثر بكثير من مجرد المهمات العسكرية: ما الذي تقدمه البعثات، وكيف تشارك فيها ألمانيا.

فريدريكه باورFriederike Bauer, 16.09.2024
تشارك ألمانيا حالياً في سبع من بعثات الأمم المتحدة.
تشارك ألمانيا حالياً في سبع من بعثات الأمم المتحدة. © pictureAlliance/dpa

ماذا يعني حفظ السلام؟

بعثات أو مهمات السلام تساهم في إخراج البلدان من الأزمات وإيصالها إلى حال من السلام. غالباً ما تنشأ مثل هذه البعثات بمبادرة من مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، حيث يتم تفويضها، وتقر بها عادة الدولة المضيفة. ويمكن أن تقوم الأمم المتحدة بتنظيم هذه البعثات بنفسها، أو تقوم بتفويض منظمات أخرى مثل الناتو أو الاتحاد الأوروبي أو منظمة الاتحاد الأفريقي. على الرغم من أن بعثات السلام غير منصوص عليها في شرعة الأمم المتحدة، إلا أنها تطورت على مر السنين لتصبح إحدى الأدوات المهمة لنشر السلام وتعزيز الأمن. فخلال الخمس وسبعين سنة الأخيرة كان هناك 71 بعثة سلام، شارك فيها ما يصل مجموعه إلى حوالي مليوني رجل وامرأة من 125 بلداً.

Video ما هو المعيار الحقيقي لنجاح مهمات الأمم المتحدة لحفظ السلام؟ الأمم المتحدة مشاهدة فيديو

Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden

YouTube öffnen

محتوى ثالث

نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.

فتح تصريح الموافقة

Piwik is not available or is blocked. Please check your adblocker settings.

ما الذي يقوم به عناصر حفظ السلام بالضبط؟

تتنوع مهماتهم حسب طبيعة الأزمات، التي يسعون إلى حلها. رغم ذلك فإن جميع المهمات والبعثات السابقة حتى الآن تتوافق في ملامح متشابهة. تنطوي جميع المهمات تقريباً على نوع من أنواع الحماية أو ضمان الأمن والسلامة، وهو ما يستوجب في معظم الحالات وجود قوات من الجيش وعناصر من الشرطة في كل بعثة. ولكن هذا لا يعني أيضاً عدم وجود مختصين، مثل المهندسين ومراقبي الانتخابات والوسطاء في فض النزاعات. يأتي عناصر البعثات من البلدان الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، ويتم إيفادهم على أساسٍ تطوعي. يجب أن يكون حفظة السلام مؤهلين ومدربين في مجالات عملهم، وأن يمتلكوا مهارات احترافية.

كيف تغيرت متطلبات وشروط بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام بمرور الزمن؟
تزداد التحديات والأزمات في العالم صعوبةً وتعقيداً باستمرار. وبما يتناسب مع ذلك فقد تطورت وتوسعت مروحة مهمات بعثات السلام بشكل كبير. وهي باتت اليوم غالباً «متعددة الجوانب» وتتولى إلى جانب العمل العسكري البحت - مثل تأمين ومراقبة الحدود - العديد من المهمات المدنية المتنوعة. وحسب المهمة يمكن على سبيل المثال العمل على الوساطة بين أطراف النزاع، أو المساعدة في إصلاح الجهاز الأمني، أو مراقبة الانتخابات، أو المساعدة في بناء مؤسسات الدولة، أو تعزيز وحماية حقوق الإنسان. في مثل هذه المهمات تعمل الجهات العسكرية يداً بيد مع المؤسسات والجهات المدنية المختلفة. علاوةً على ذلك، يوجد ما يسمى «البعثات السياسية الخاصة» التي لا تتضمن أية عناصر عسكرية، وإنما تهتم فقط بالإصلاحات المدنية ومعالجة الأزمات بعيداً عن الحلول العسكرية. يوجد حالياً اثنتا عشرة بعثة أمم متحدة لحفظ السلام، وثلاثة أضعاف هذا الرقم تقريباً من «البعثات السياسية الخاصة».

من أية بلدان يأتي حماة السلام بشكل رئيسي؟

عناصر الجيش والشرطة العاملون ضمن بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام هم تقليدياً بشكل رئيسي من البلدان النامية وتلك الصاعدة والسائرة في طريق النمو. وتتصدر لائحة البلدان المشاركة كل من بنغلادش ونيبال والهند ورواندا وباكستان. البلد الصناعي الأول هو إيطاليا، وهي تأتي في المرتبة 24. وتحتل ألمانيا المرتبة 33.

ماهو حجم مشاركة ألمانيا في بعثات حفظ السلام الدولية؟

تشارك ألمانيا حالياً في أربع بعثات أمم متحدة لحفظ السلام بعددٍ من الجنود والجنديات وعناصر الشرطة، إضافةً إلى عددٍ من المدنيين، إضافةً إلى ثلاث «بعثات سياسية خاصة» علاوةً على ذلك، تعتبر ألمانيا حالياً رابع أكبر المساهمين مالياً - بعد الولايات المتحدة والصين واليابان - وهي تشارك بالتالي بشكلٍ كبير ومهم في ميزانية بعثات السلام. كما تشارك جمهورية ألمانيا الاتحادية أيضاً في مهماتٍ تتم بتفويض من الأمم المتحدة، وتقوم بتنفيذها منظمات وهيئات أخرى، مثل الناتو أو الاتحاد الأوروبي أو منظمة التعاون والتنمية OSCE، كما هي الحال في أرمينيا على سبيل المثال.

كيف يمكن للتقنيات المبتكرة أن تزيد من فعالية بعثات حفظ السلام؟

يمكن للوسائل والتقنيات الحديثة مساعدة بعثات السلام في تنفيذ مهماتها. هذا يسري على سبيل المثال على تحسين البيانات التي تشرح الأمر الواقع، مثل برنامج «نظم الأداء والتخطيط الشامل» (CPAS). حيث يقارن الأوضاع في البلاد مع الإجراءات التي تتخذها قوات حفظ السلام ويعمل على تقييم أدائها. كما يمكن لطائرات الاستطلاع غير المأهولة إكمال صورة الأوضاع القائمة، وتتيح بذلك فرصة اتخاذ البعثة لإجراءات دقيقة ومناسبة. الأمين العام لمنظمة الأمم ا لمتحدة أنطونيو غوتيريش أطلق من خلال «حملة عمليات حفظ السلام» برنامجا إصلاحيا يتضمن تبني التقنية الرقمية «الرقمنة».

ما مدى فعالية بعثات حفظ السلام؟

حسب بياناتها الذاتية، فقد تمكنت منظمة الأمم المتحدة خلال الخمس وسبعين سنة الماضية من إنهاء عشرات الأزمات والنزاعات بنجاح، منها على سبيل المثال في كمبوديا والسلفادور وغواتيمالا وموزمبيق وناميبيا. كما كان للأمم المتحدة أيضاً دورٌ مهم في تخفيف التوتر من خلال بعثاتٍ أخرى، في ليبيريا وهاييتي وسيراليون، على سبيل المثال. ولكن كان هناك أيضاً حالات لم يمكن فيها تجنب العنف وتخفيف المعاناة. وهذا ما شهدناه على سبيل المثال في أحداث الصومال ورواندا، وفي يوغوسلافيا السابقة خلال التسعينيات من القرن الماضي. بهذا يكون الميزان مختلطاً. إلا أنه من المؤكد أن قوات حفظ السلام تتميز بجدوى كبيرة على صعيد التكلفة: فهي تستهلك حالياً 0,5 في المائة فقط من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي، وتحقق الكثير من النتائج الإيجابية.