إلى المحتوى الرئيسي

بيتٌ متنقِّل على أربع عجلات

تعمل شتيفكا أرنولد سائقة شاحنة. تعتبر الشاحنةَ منزلَها طَوال الأسبوع، بينما الشارع محل عملها.

جيسيكا كراوسجيسيكا كراوس, 03.03.2025
تعتبر شتيفكا أرنولد قيادةَ الشاحنات مهنةَ الأحلام.
تعتبر شتيفكا أرنولد قيادةَ الشاحنات مهنةَ الأحلام. © Kabel Eins

تبدأ رحلُتها في الساعة الرابعة، صباح يوم الاثنين، لتجوب بعدها البلاد شرقًا وغربًا: تتنقَّل شتيفكا أرنولد منذ خمس سنوات بشاحنتها في ألمانيا. تسافر بشكلٍ أساسيّ إلى هامبورغ وروستوك وفرانكفورت أم ماين، لكن وظيفتها جعلتها أيضًا تذهب إلى كل ركنٍ من أركان البلاد. وهي لا تقضي الليالي في فنادق، بل في عربتها، التي أطلقت عليها بحب اسمَ "أولف". ولديها كلُ شيءٍ تحتاجُ إليه: سريرٌ، وثلاجة، وحتى مقلاةٌ هوائية. "شاحنتي هي بيتي، فهي أشبَّه ببيتٍ صغيرٍ متنقِّل على عجلات".

من الإغلاق العام إلى وظيفة الأحلام

عملت ابنةُ مدينة آخن صاحبةُ الثمانية وثلاثين عامًا لفترةٍ طويلة في قطاع المطاعم. وعندما اندلعت جائحةُ كورونا، كان عليها أن تجد مجالًا بديلًا جديدًا – ووجدت وظيفةَ أحلامها. "أنا أخصَّائية متمرسة في مجال لوجستيات المستودعات، ولديّ خبرةٌ بالفعل في تحميل الشاحنات وتفريغها. لكنني فكَّرتُ أيضًا؛ لِم لا أقودُ بنفسي؟" وبفضل برامج التدريب لتغيير مجال العمل، استطاعت أن تحصل على رخصة قيادة شاحنة، خلال ثلاثة أشهر، ومنذ ذلك الحين، وهي تجلس خلف مقوَّد شاحنتها.

أطلقت صاحبةُ الثمانية وثلاثين عامًا على شاحنتها المحبوبة اسمَ "أولف".
أطلقت صاحبةُ الثمانية وثلاثين عامًا على شاحنتها المحبوبة اسمَ "أولف". © Kabel Eins

كلُ يومٍ مغامرةٌ جديدة

تستمتع شتيفكا أرنولد برحلاتها الكثيرة، وتحب مشاهدة المناظر الخلابة من مقصورة القيادة؛ فبينما يلعن الآخرون الزحام في كل صباح، تجلس هي وتراقب شروق الشمس فوق الحقول المكسيَّة بالضباب. "حين أسيرُ وحدي على الطريق السريع في المساء، وأرى الغروبَ في مرآة الرؤية الخلفية، أشعرُ قليلًا وكأنني في فيلم 'الأسد الملك'، لكن على الشارع بدلاً من حقول السافانا ".

تحب كذلك انتهازَ الفرص، واكتشافَ أماكن جديدة دائمًا. تحكي سائقةُ الشاحنة بحماس: "في يوم، أجدني مسافرةً إلى هامبورغ وأمرُ بجوار بحيرة ألستر، وفي اليوم التالي يأخذني طريقي لأسير عبر الكروم البديعة في شارع بيرج شتراسه، ليس هناك أجمل من هذا أبدًا".

صحبةٌ على الطريق

تتواصل السائقة مع زملائها وزميلاتها عبر تطبيقٍ إلكتروني، ويتبادلون حلولاً للمشكلات، أو يحدِّدون وقتًا معًا لقضاء استراحة. "في بعض الأحيان، نلتقي ونشوي الطعامَ سويًا، وفي أحيانٍ أخرى أيضًا تشعرُ بأنك تود أن تغلقَ الستائر، وتستمع بأمسيتك، وحدك". 

محتوى ثالث

نحن نستخدم ، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.

فتح تصريح الموافقة

Piwik is not available or is blocked. Please check your adblocker settings.

تحدِّياتٌ على الطريق

تمتلئ الحياةُ اليوميةُ على الطرقات بالأحداث؛ فأحيانًا يستقبلها زبائنُ ودودون ويقدِّمون إليها القهوةَ والشطائر، وأحيانًا أخرى تصارع الزحامَ المروري، وسائقي السيارات غير الصبورين. "يظن الكثيرون أنها مجرد شاحنات نقل تسير على الطريق، لكنهم لا يعرفون مدى أهميتنا لهم، فبدوننا لن تصلهم أيُّ مواد غذائية أو أثاث، أو حتى أي أحذية رياضية جديدة!".

شغفٌ بالحِل والترحال

حين تعودُ من رحلتها إلى المنزل مساء يوم الجمعة، تتوقُ للعودة إلى العمل مرةً أخرى يوم الاثنين. "كم أعشق تلك الوظيفة. يقولون: 'ابحث عن الوظيفة التي تحبها، وعندئذٍ لن تحتاج أبدًا إلى العمل' - وهذا ما حدث معي". دفعها هذا الحماس إلى أن أصبحت لديها قاعدةٌ من المُعجبَين: ذلك أن فريقًا تلفزيونيًا من برنامج "سائقات الشاحنات الفاتنات" يصاحب شتيفكا أرنولد كثيرًا. أمنيتُها المستقبل؟ "أن أرى المزيدَ من الكفاءات الشابة! قيادةُ الشاحنات أشبه بمغامرة!".