إلى المحتوى الرئيسي

"بلد المساحات الزراعية الشاسعة"

الوزير أوزديمير مُتحدِّثًا عن أهمية الزراعة في البلد الصناعيّ ألمانيا وعن حماية الأنواع والتغذية الصحية

15.07.2024
وزير الزراعة شيم أوزديمير
وزير الزراعة شيم أوزديمير © pa/dpa

سيادة الوزير أوزديمير، يعرف العالمُ ألمانيا بصفةٍ أساسية على أنها بلدٌ صناعيٌّ مبتكِر، أيُّ دورٍ تضطلعُ به الزراعةُ في هذا الصدد؟

دعنا لا ننسى الشعراءَ والمُفكِّرين رجاءً. بالطبع، ألمانيا بلدٌ يتمتع بمساحاتٍ زراعية مترامية ويضم مزارعين دؤوبين. وتُجسِّد هذه الآلاف من الأعمال التجارية، ومعظمُها تديرها عائلات، صورةَ بلدنا الجميل. وهم يزوّدوننا بما تحتاجُ إليه موائدنا يوميًا؛ من قمحٍ للخبز والبطاطس التي نحبها في ألمانيا، وبالطبع النقانق الشهية وغيرها الكثير. ولكن الزراعة تمثل أكثر من ذلك، فهي تدعم الحواضر الزراعية المأهولة وتحافظ عليها، مثل المراعي عند سفوح جبال الألب. ويعمل مزارعونا بجد لضمان أن تصبح ألمانيا بلا تأثيرٍ سلبيّ على المناخ من خلال المواد الخام المتجددة أو الزراعة بالغاز الحيوي. وتتجلَّى هنا الصلة بالابتكار والصناعة مجددًا، فكلُ شيءٍ مترابطٌ في ألمانيا!

كيف يجتمع علمُ البيئة والزراعة في ألمانيا؟

التنوُّع البيولوجي، والتربة الخصبة والصحية، والمياه النظيفة، هذه هي الأسس التي نشأت عليها الزراعةُ لدينا. وإذا أردنا أن نستمر في جني محاصيل جيدة خلال 20 أو 30 أو 50 عامًا، يتعيَّن علينا أن نضمن الحفاظ على هذه الأسس. وفي الوقت ذاته، تعد الزراعةُ أيضًا ملاذًا للتنوع البيولوجي. تأمل المناظر الطبيعية للمراعي الغنية بالأنواع أو المراعي في المناطق الجبلية. نريدُ الحفاظ عليها هي الأخرى، ومن ثمَّ تعزيز أشكال الزراعة هذه بصورةٍ خاصة. وأخيرًا وليس آخرًا، تهدف إستراتيجيتُنا العضوية إلى ضمان إمكانية زراعة 30% من الأراضي الزراعية في ألمانيا عضويًا بحلول عام 2030. ويمكن أن يستفيد قطاع الزراعة بأكمله من هذا الهدف، لأنه يتضمن الابتكار أيضًا. ويُعتمد على العديد من أشكال التطوير في القطاع العضوي بصورةٍ واسعة تتخطى المجالَ العضوي. أجد أيضًا ما تُسمَّى بالزراعة المتجددة - التي ترمي إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقع في مرتبة بين الزراعة التقليدية والعضوية - أمرًا مثيرًا.

نبذةٌ شخصية

يشغل شيم أوزديمير - المولود عام 1965 في باد أوراخ في ولاية بادن فورتمبيرغ - منصبَ الوزير الاتحادي للأغذية والزراعة منذ عام 2021.

تمثل حمايةُ الحيوان والزراعة موضوعًا مهمًا، ألا يعد ذلك - تلقائيًا - تناقضًا؟

إنهما يتماشيان معًا هنا أيضًا بطبيعة الحال؛ فمن جهة ثمة زيادةٌ في طلب المستهلكين على ذلك. ولهذا أصبحنا الآن نجد ملصقاتٍ لتربية الحيوانات، حتى يتمكَّن الجميعُ من معرفة ظروف رعاية الحيوان عند شراء اللحوم. لقد بدأنا ذلك مع تربية الخنازير، ونتوسع حاليًا لنشمل قطاع تقديم الطعام على سبيل المثال. ومن جهةٍ أخرى، من مصلحة المزارعين بالطبع الحرصُ على أن تتمتَّع حيواناتُهم بالعافية. ومن أجل دعم ذلك، وضعنا توجيهاتٍ واضحة في قانون حماية الحيوان الجديد؛ ففي حالة تربية الخنازير، على سبيل المثال، لا يُسمَح الآن بقطع (أو بتر) ذيولها المتعرجة إلا في حالاتٍ استثنائية. وعلاوةً على ذلك، تهمنا صحةُ الخنازير!

لقد ترأسَّت وزارةَ "الزراعة والأغذية". ما مهامُك وأهدافُك فيما يتعلَّق بموضوع الأغذية؟

ما يهمني هو تسهيل حصول الجميع على غذاءٍ طيب في الحياة اليومية. ونولِّي الأطفالَ وصغارَ السن أهميةً خاصة؛ إذ ينبغي أن يحظى الجميعُ في هذا البلد بفرصة النمو في صحةٍ جيدة. وللأسف، يُشكِّل هذا الأمر أحيانًا معضلةً اجتماعية. وأنا أعي ما أقوله، فوالداي جاءا إلى ألمانيا ضمن ما تُعرف بالعمالة الوافدة وتعيَّن عليهما العمل كثيرًا ولفتراتٍ طويلة. وكنت أظلُ وحيدًا بعد الدوام المدرسي في أغلب الأحيان. كنت أحصل على حوالي 1.60 مارك لوجبة الغداء، وكانت تكفي عادةً لشراء سجق أحمر ورقائق بطاطس مقلية. وقد كان هذا طعامي لسنوات. وللأسف، لا يزال هناك أطفالٌ وصغارٌ في السن يقاسون الشعورَ ذاته اليوم. ولهذا، بدأنا بالتغذية في حضانات الرعاية النهارية للأطفال والمدارس. أريدُ أن يتمتع جميعُ الأطفال وصغارُ السن مرةً واحدةً على الأقل في اليوم بوجبةٍ طيبة وصحية ولذيذة مُعدَّة من عناصر موسمية إقليمية، ويُفضَّل أن تكون عضوية.