المادة الخامسة: حرية الصحافة
الصحفية كاتيا غلوغر: حرية الصحافة هي أحد حقوق الإنسان.
في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 1948 اجتمعت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في باريس بغية التوقيع على وثيقة تاريخية: "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان". وبصفته وليدا من التجارب المريعة للحرب العالمية الثانية كان من المكتوب لهذا الإعلان أن يشكل الأساس الذي تنمو عليه المجتمعات الديمقراطية.
وهذا ما نصت عليه المادة التاسعة عشرة: "لكل إنسان الحق في تبني رأيه بحرية وفي التعبير عنه أيضا". وبموجب هذا تم اعتبار كل من حرية الرأي وشقيقتها التوأم حرية الصحافة من حقوق الإنسان غير القابلة للتنازل أو المصادرة. وقد تم تبنيها في المادة الخامسة من الدستور الألماني (القانون الأساسي).
ولكن هذا الحق يتعرض للكثير من القيود والمضايقات وحتى الحظر في العديد من مناطق العالم. وهذا ما تبينه على سبيل المثال خارطة العالم التي وضعتها منظمة "مراسلون بلا حدود"، حيث يكون اللون الأحمر من نصيب البلدان التي تتعرض فيها حرية الصحافة للتهديد. إنه لأمر محزن، أن نرى اللون الأحمر ينتشر أيضا بشكل متزايد في بلدان الاتحاد الأوروبي.
ما مدى الشجاعة التي نحتاجها، وأي نوع من القدرة على كسر حاجز الخوف، والتخلص من حد الموت من الخوف، من أجل دفع الدول الاستبدادية أو الديكتاتورية إلى احترام حرية الصحافة واستقلاليتها. ليس من المصادفة إذا، أن تكون الصحافة المستقلة الناقدة والحرة من أوائل ضحايا صعود الأنظمة المستبدة.
الصحافة الحرة المستقلة تقرب إلينا العالم. يشرح الصحفيون ويصورون الأحداث الجميلة، والأحداث السيئة والمرعبة، التي تتزايد غالبا مع الأسف. إنهم يتابعون ويشعرون كل يوم بشكل متجدد بالحقيقة المخفية. يجب على الصحافة أن تقدم المعلومات، لا أن تكون تبشيرية.
صحيح أن الصحفيين لا يجسدون "السلطة الرابعة"، ولكن مراقبة عمل أصحاب السلطة والحكم تنتمي بالتأكيد إلى خيرة وأهم وظائفهم. إنهم يضعون أصحاب القوة والقرار أمام مسؤولياتهم. وبصفتها قوة رائدة تقدم الصحافة حقائق ووقائع وحجج من أجل الحوار العام.
لا يجوز أن تراقب الدولة الصحافة الحرة. في ألمانيا على سبيل المثال يقدم مؤشر مجلس الإعلام قاعدة جيدة للرقابة الذاتية. الصحافة الحرة ليست منزهة عن الأخطاء. يجب عليها أيضا أن تتحمل مسؤولياتها وأن تكون شفافة، وأن تهتم كثيرا بالمصداقية. حرية الصحافة تتطلب تمتع الصحفيين وإدراكهم لحس المسؤولية، كما تتطلب تمتع المواطنين بحس المسؤولية أيضا. الديمقراطية غير ممكنة التحقيق بدون حرية الرأي والصحافة. ليس لدينا الحق في المغامرة بهذا الحق الأساسي من حقوق الإنسان.
حرية الصحافة تصنع: الحرية.
دستور جمهورية ألمانيا الاتحادية، المادة الخامسة: حرية الصحافة
(1) يحق لكل إنسان التعبير عن رأيه بحرية ونشره بالقول أو الكتابة أو الصورة، كما له الحق في الحصول على المعلومات من المصادر العامة المتاحة دون أية عقبات. لابد من ضمان حرية الصحافة وحرية النشر بالوسائل المسموعة والمرئية. ولا يجوز فرض أي أشكال الرقابة على ذلك.
(2) يخضع فرض أية قيود على هذه الحقوق للقوانين العامة، والقوانين الخاصة بحماية الأحداث وقوانين وتشريعات حماية الشرف الشخصي.
(3) حرية الفنون والعلوم والأبحاث والتعليم مكفولة. حرية التعليم لا تعفي من الالتزام والولاء للدستور.
You would like to receive regular information about Germany? Subscribe here: