إلى المحتوى الرئيسي

طرح الثقة - ما هذا؟

الاستقرار أيضا في زمن أزمات الائتلاف الحكومي: تتبع الديمقراطية الألمانية قواعد واضحة وثابتة في التعامل بين الحكومة والبوندستاغ.

07.11.2024
البرلمان الألماني: رايشستاغ في برلين
البرلمان الألماني: رايشستاغ في برلين © dpa

يضمن الدستور الألماني الاستقرار في الديمقراطية

تقوم الديمقراطية الألمانية على قواعد راسخة في الدستور الألماني. يتجلى هدفها الرئيسي في أن تحظى الحكومة بالغالبية البرلمانية. تضمن القواعد الاستقرار حتى في فترات الأزمات الحكومية. وهذه الحال تكون أيضا عند انهيار الائتلاف الحكومي، بسبب انسحاب أحد الأحزاب من الحكومة. في هذه الحال يُطرح السؤال حول ما إذا كانت سياسة الحكومة ما تزال تحظى بدعم البوندستاغ (البرلمان)، وهو الأمر الذي يعتبر شرطا أساسيا لأعمال الحكومة الديمقراطية الشرعية.

المستشار الاتحادي يسأل النواب: هل تثقون بأدائي؟

عندما تغدو الحكومة غير متأكدة مما إذا كانت سياستها تحظى بدعم الغالبية في البرلمان، فإن رئيس الحكومة، أي المستشار الاتحادي، يطرح «مسألة الثقة»، وفق المادة 68 من الدستور الألماني. حيث يطلب من البوندستاغ التصويت على تأييد سياساته. ويمكنه ربط التصويت بمشروع قانون، أي أنه يربط مسألة الثقة بقضية واقعية مهمة. يجب أن يكون الفارق بين طلب التصويت والقيام بالتصويت الفعلي 48 ساعة، أي أن يكون هناك وقت كاف للمداولات والتشاور. في حال صوتت الأغلبية لصالح المستشار، فإنه لا داعي للقيام بأي تصرف آخر، ويمكن للحكومة الاستمرار في تأدية مهامها.

ماذا يحدث في حال فقدت الحكومة ثقة غالبية أعضاء البرلمان؟

في حال لم تحقق الحكومة في مسألة «طرح الثقة» غالبية الأصوات، يصبح بإمكان رئيس الجمهورية الاتحادي - وهو رأس الدولة في ألمانيا - حل البوندستاغ خلال21 يوما، وتمهيد الطريق نحو إجراء انتخابات جديدة. الهدف من هذه الإجراءات هو الحصول بعد الانتخابات على حكومة جديدة تحظى بدعم غالبية أعضاء البرلمان. في حال توصل البوندستاغ قبل حله إلى انتخاب مستشار جديد، فإنه لا يجوز حله في هذه الحال.يجب إجراء الانتخابات في غضون 60 يومًا من حل البرلمان.

كم مرة تم طرح مسألة الثقة في تاريخ الجمهورية؟

في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية تم خمس مرات فقط طرح مسألة الثقة في الحكومة. في ثلاث مرات منها لم تحصل الحكومة على الأغلبية، وتم حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة. في 1972 فقد المستشار الاتحادي فيلي برانت (من حزب SPD) التصويت، إلا أنه فاز كما كان يأمل في الانتخابات اللاحقة. في 1982 فقد المستشار الاتحادي هلموت شميت (حزب SPD) الغالبية، ثم قام البوندستاغ بانتخاب هلموت كول (حزب CDU) مستشارا للبلاد. ومن أجل إضفاء الشرعية على منصبه كمستشار من قبل الشعب، طلب التصويت على الثقة، لكنه خسر كما كان مخططًا. إلا أنه فاز في الانتخابات الجديدة التي تم تنظيمها فيما بعد. في 2005 خسر غيرهارد شرودر (حزب SPD) التصويت على الثقة، وأفضت الانتخابات الجديدة إلى فوز أنجيلا ميركل (حزب CDU) لتكون أول مستشارة اتحادية للبلاد.