الفرص من خلوبر لال التأهيل
تلتزم ألمانيا بتوفير التدريب العملي للشباب في بلدانهم الأصلية؛ ليصبحوا كوادر متخصصة ذات قيمة كبيرة، في سوق العمل المحلي أو الألماني.
إذ يتوق الشباب في تركيا، الحاصلون على شهادة مدرسية، للذهاب إلى الجامعة. تقول أويا دينشدوغدو: "يحظى التدريب الأكاديمي هنا بأهميةٍ كبيرةٍ جدًّا". هذه بالتأكيد ليست علامة سيئة، لكن العديد من الشركات تنتقده. تستطرد دينشدوغدو: "على الرغم من أن الخريجين يملكون الكثير من المعارف النظرية، فإنهم لم يكتسبوا بعد ما يكفي من الخبرات في كيفية تطبيقها عمليًّا. إن الربط بين كلا المجالين، كما هو الحال في التدريب المهني الألماني، أمر غير مألوف هنا إلى حدٍّ ما".
تعمل أويا دينشدوغدو على تغيير ذلك، حيث تسعى إلى تعزيز التدريب المزدوج وفقًا للنموذج الألماني، بصفتها "خبيرة مهارات" في غرفة التجارة والصناعة الألمانية التركية ) AHK Türkei (، وتُقدِّم المشورة للشركات والمدارس والجامعات، بشأن إنشاء الهياكل المناسبة. وتُموَّل وظيفتها من برنامج " Skills Experts )بالعربية: خبراء المهارات(" التابع للوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية وحماية المناخ ) .)BMWK
مؤهل تكميلي لسوق العمل الألماني
تدعم المبادرة -منذ عام - 2017 عشر غرف تجارة أجنبية كل عام، في إقامة أنشطة في مجال التدريب المهني. وينصب التركيز في المقام الأول على احتياجات الشركات الألمانية في تركيا، وشركائها التجاريين المحليين. كما تَختبِر دينشدوغدو وفريقها في غرفة التجارة والصناعة الألمانية التركية AHK Türkei( (، الذي كان جزءًا من البرنامج منذ يناير/كانون الثاني 2023 ، إمكانية إعداد الكوادر المتخصصة الأجنبية، للانتقال إلى سوق العمل الألماني. ولهذا الغرض، تُستكمل المناهج الدراسية بوحدات إضافية، تهدف إلى الاعتراف بالمهنة المرجعية المقابِلة في ألمانيا. "وهذا يعني أن يحصل الشباب الأتراك على مؤهل مهني عملي رفيع في تركيا، ويحصلون أيضًا على مؤهل تكميلي لسوق العمل الألماني".
تكون لدى الشباب آفاقٌ جيدة في بيئة الشركات الألمانية المحلية، اعتمادًا على كيفية تدبُّرهم لأمورهم بعد ذلك. أو يُقرِّر الخريجون العمل في ألمانيا، ويمكنهم الحصول على موطئ قدم هناك بسرعة وسهولة، بفضل مؤهلاتهم. يقول د. تيلو باهل، رئيس غرفة التجارة والصناعة: "تتمتع تركيا بإمكانات ديموغرافية هائلة". حيث يرتاد 20 مليون شاب المدارس في تركيا، في حين يبلغ العدد في ألمانيا ثمانية ملايين، على الرغم من أن عدد السكان هنا وهناك متساوٍ تقريبًا.
كوادر متخصصة من البرازيل وشمال إفريقيا
الوضع مماثل في البرازيل، "التي تتميز تركيبتها الديموغرافية بنمو سكاني مرتفع، ومعايير تعليمية عالية، ومتوسط عمر منخفض"، على حد قول باربرا كونر. كونر هي رئيسة غرفة التجارة والصناعة في ساو باولو ) HK Sao Paulo (، ثاني غرفة تجارة ألمانية في الخارج، إلى جانب غرفة التجارة والصناعة الألمانية التركية، التي تشارك حاليًا في برنامج "خبراء المهارات"، وتُركِّز على جذب الكوادر المتخصصة. "نود في غرفة التجارة والصناعة في ساو باولو تقديم إسهام استباقي؛ للتغلب على التحديات المرتبطة بالتنمية الديموغرافية في البرازيل". وتُهيمن المدارس والجامعات على التدريب المهني في البلاد حتى الآن، كما هو الحال في تركيا. وتُقدَّم الآن مؤهلات مستهدفة وتدريب مزدوج، بالشراكة مع المدرسة المهنية، المُلحقة بالمدرسة الأجنبية الألمانية كوليجيو هومبولت ).)Colégio Humboldt
إن الوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية وحماية المناخ ) BMWK ( ليست الجهة الحكومية الوحيدة في ألمانيا التي تدعو إلى الهجرة الشرعية للعمالة. حيث تدعم الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية ) BMZ (، بواسطة مشروع "دعم الهجرة الشرعية للعمالة وتنقُّلِها بين شمال إفريقيا وأوروبا" THAMM( (، نقل المتدربين والكوادر المتخصصة المؤهلة إلى ألمانيا، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الشريكة من الاتحاد الأوروبي في شمال إفريقيا. يقول أندريا ميلكوفسكي من الجمعية الألمانية للتعاون الدولي ) )GIZ المُنفِّذة للمشروع: "ينبغي أن تتقاسم الشركات في ألمانيا والمهاجرون وبلدان المنشأ الفوائد بالتساوي. يحصلون على فرصة للعمل في ألمانيا، من ناحية، ويُحسِّنون فرصهم في سوق العمل المحلي، من ناحية أخرى".
دورات اللغة والتدريب متعدد الثقافات
تتعاون الجمعية الألمانية للتعاون الدولي ) GIZ ( تعاونًا وثيقًا، مع الوزارات ووكالات التوظيف في مصر والمغرب وتونس، وكذلك مع الوكالة الاتحادية للعمل ) BA ( في ألمانيا. تختبر الوكالة الاتحادية للعمل ) BA ( ووكالات التوظيف المحلية المرشحين في بادئ الأمر، ثم تصل بينهم وبين الشركات في ألمانيا. ويتلقى الشباب أيضًا الدعم هناك بعد وصولهم إلى ألمانيا، من خلال الورش التمهيدية وساعات المشورة، على سبيل المثال. منذ عام 2020 ، قام مشروع "دعم الهجرة الشرعية للعمالة وتنقُّلِها بين شمال إفريقيا وأوروبا THAMM( ( بإعداد ما يقرب من 700 متقدم للهجرة، في البلدان الثلاثة، من خلال دورات لغة حتى مستوى B1 وتدريبات متعددة الثقافات. ووظَّف المشروع حتى الآن 412 متدربًا وكادرًا متخصصًا مؤهَّلاً في تدريب أو وظيفة، في جميع أنحاء ألمانيا.
يستهدف مشروع كرافت ) CRAFT (، الذي تدعمه ولاية تورنغن بتمويل من الاتحاد الأوروبي، الكوادر المتخصصة في الصناعات الحِرَفية. وتدعم غرفة الصناعات الحِرَفية في إرفورت الشركات في بحثها عن المتدربين والكوادر المتخصصة من الخارج. وينصب التركيز على بلدان فيتنام وجورجيا ومولدوفا وكازاخستان. حيث يتمتع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 27 عامًا بفرصة التقدُّم لخوض تدريب أو العمل كموظفين في شركة مقرها تورنغن. ويقع الاختيار بالتعاون مع المدارس المهنية ومدارس اللغات والمدارس الثانوية والجامعات، وكذلك بالتشاور مع الوزارات والبعثات الأجنبية في بلدان المنشأ.
يعتمد نجاح مبادرات التدريب الدولية مثل خبراء المهارات ودعم الهجرة الشرعية للعمالة وتنقُّلِها بين شمال إفريقيا وأوروبا وكرافت أيضًا على الوعي، وقبول خيارات التدريب المزدوج، في البلدان المعنية. وتكمن فكرة برنامج "شراكات التدريب في أمريكا اللاتينية" ) APAL ( في البدء هنا في مرحلة مبكرة جدًّا، وتقديم معلومات للشباب حول هذا المسار الوظيفي، حيث يُجهِّز طلاب المدارس والخريجين والخريجات من مدارس باش PASCH( (، في السلفادور والمكسيك، للتدريب المزدوج في ألمانيا. PASCH )بالعربية: المدارس شركاء المستقبل( هي مبادرة أطلقتها وزارة الخارجية الألمانية، بالتعاون مع المكتب المركزي للمدارس الألمانية في الخارج ) ZfA (، ومعهد جوته، والهيئة الألمانية للتبادل الثقافي ) ،)DAAD وخدمة التبادل التربوي ) PAD (. وتتعاون مبادرة باش ومعهد جوته فرع المكسيك والوكالة الاتحادية للعمل ومستشفيات من مختلف المدن الألمانية، جنبًا إلى جنب، في برنامج "شراكات التدريب في أمريكا اللاتينية" APAL( (، منذ بداية عام 2021 ، حيث تُوظَّف الكوادر المتخصصة في قطاع التمريض، وكذلك في المهن الطبية التقنية.