إلى المحتوى الرئيسي

لحظاتٌ ساحرة في مقصورة القيادة

بيتر فوشانسكي سائقُ قطارٍ شغوفٌ بمهنته، يُلهم بمنشوراته عشرات الآلاف من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، ويُشتهَر باسم "مؤثِّر القطار؛ Trainfluencer".

فولف تسينفولف تسين, 02.03.2025
يُفضِّل فوشانسكي القيادةَ في وادي نهر الدانوب على وجه الخصوص.
يُفضِّل فوشانسكي القيادةَ في وادي نهر الدانوب على وجه الخصوص. © Peter Wuschansky

يبدأ بيتر فوشانسكي رحلته بقطاره عبر وادي نهر الدانوب، ولمَّا تشرق شمسُ الصباح من وسط الضباب. تُصبَغ الطبيعةُ بضوءٍ ذهبيّ، وتمر الحقولُ، والهضابُ، والغاباتُ مثل اللوحات المرسومة. "مثلُ هذه اللحظات ساحرة"، يقول سائقُ القطار الوافد من مدينة "أولم"، والذي يتجوَّل منذ سنواتٍ عديدة في النقل المحليّ في شركة سكك حديد ألمانيا (دويتشه بان).

يشارك شغفَه بمهنته منذ عام 2019 مع متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي، والذين تتزايد أعدادُهم بمرور الوقت: يحكي صاحبُ الخمسة وأربعين ربيعًا تحت الاسم المستعار "بيترله سكي" وبصفته "مؤثر القطار" عن الجوانب المختلفة من وظيفته؛ بشكلٍ عفويٍّ ومرح.

Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden

YouTube öffnen

محتوى ثالث

نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.

فتح تصريح الموافقة

Piwik is not available or is blocked. Please check your adblocker settings.

„يقول فوشانسكي: "حين تُغلَق عدسةُ الكاميرا، أميلُ إلى أن أكون رجلاً هادئًا. أحبُ قضاء ساعاتٍ طويلةٍ وحدي في مقصورة القيادة، واستمتعُ بتلك الإطلالات المُميَّزة في أثناء الرحلة".

المناظر الطبيعية الخلَّابة

تقوده رحلتُه على قضبان السكك الحديدية كثيرًا عبر المناظر الطبيعية الخلَّابة، وتحديدًا في ولايتيّ بادن فورتمبيرغ وبافاريا، ليمر بمدنٍ مثل شتوتغارت وميونيخ ولينداو وفريدريشسهافن ودوناوشينغن. "رغم أنني أحفظُ الطرقَ عن ظهر قلب، إلا أنني أكتشفُ دائمًا تفاصيلَ جديدةً في كل مرة. وأفكِّرُ أحيانًا: يا إلهي! عملي أشبه بالخروج في إجازة وأجني في مقابله المالَ أيضًا!"

كان فوشانسكي كذلك مغرمًا بطريق السكك الحديدية المارَّ بجوار بحيرة كونستانس (بودنزيه).
كان فوشانسكي كذلك مغرمًا بطريق السكك الحديدية المارَّ بجوار بحيرة كونستانس (بودنزيه). © iStockphoto

لطالما كانت لوادي نهر الدانوب مكانةٌ خاصةٌ عنده: "تتغيَّر الأجواءُ هناك في كل فصل وعلى مدار اليوم الواحد، وتحديدًا في الخريف؛ حيث تجد هناك مزيجًا مدهشًا من الألوان". لكن السكة المارة بمحاذاة بحيرة كونستانس لها رمزيةٌ أخرى عنده: "تبدو البحيرةُ تقريبًا كبحر. حين أشاهدُ قممَ الجبال وقد تغطَّت بالثلوج من خلفي، والماءُ يلمعُ من انعكاس ضوء النهار عليه؛ يأسرني جمالُ المشهد".

بين التقنية والشعور بالمسؤولية

لا يشعر فوشانسكي أبدًا بالملل كذلك حينما يصل إلى محطات القطار الرئيسة في المدن الكبرى: "ساحاتٌ شاسعةٌ من السكك الحديدية، وإشاراتٌ لا حصر لها، وتحويلاتٌ في القضبان، وقطاراتٌ أخرى، وفوق ذلك كله؛ أنت مسؤولٌ عن مئات الأشخاص على متن القطار". ولا تصل القطاراتُ في موعدها المُحدد دائمًا وذلك بسبب أعطالٍ تقنية. "نعم، أحيانًا يُعبِّر بعضُ الأشخاص عن سخطهم؛ بسبب تأُخُّر القطار عن موعده. لكن غالبيتهم يقابلونني بترحابٍ كبير؛ فمهنة سائق القطار تحظى بمكانةٍ جيدة".

يعمل بيتر فوشانسكي منذ فترةٍ طويلة سائقَ قطارٍ في جنوبيّ ألمانيا.
يعمل بيتر فوشانسكي منذ فترةٍ طويلة سائقَ قطارٍ في جنوبيّ ألمانيا. © DB Regio/Dominik Schleuter

معايشاتٌ غريبة

لقد تكوَّن لدى فوشانسكي على مرّ السنين مخزونٌ هائلٌ من المواقف الصغيرة الطريفة؛ منها على سبيل المثال، حين جاءت إليه فتاةٌ في مقصورة القيادة عشية عيد الميلاد وأهدته لوح شوكولاتة على شكل "بابا نويل" شاكرةً إياه على الرحلة. "ظل أحدُ الركَّاب، مؤخرًا، حاملًا قطةً على كتفيه طَوال الرحلة، وحين سألته عنها، اكتفى بقول: 'إنها حبي الكبير، ولا يفارق أحدُنا الآخرَ أبدًا'". قالها وقد ارتسمت على وجهه ابتسامةٌ رقيقة.

منزلٌ متنقلٌ فوق القضبان

يشعر سائقُ القطار في كل مكانٍ يصل إليه، وكأنه "في بيته نوعًا ما". يتجوَّل في استراحاته عبر المدن، أو يجلسُ في أحد المقاهي. "كم أحبُ أن أستنشق عبقَ الأجواء وأتفحَّصُ الأشخاصَ وأن أكون ببساطة دائم التنقُّل".