إلى المحتوى الرئيسي

اللهجات: عندما لا يفهم الألمانُ أنفسُهم اللغةَ الألمانية

ألمانيا دولةٌ ذاتُ لغةٍ واحدة، ولكن بها أشكالٌ إقليميةٌ عديدةٌ ومتنوعة للغاية. مُقدمة. 

فولف تسينWolf Zinn , 20.11.2024
تؤدِّي اللهجاتُ إلى حالاتٍ من اللغط في بعض الأحيان.
تؤدِّي اللهجاتُ إلى حالاتٍ من اللغط في بعض الأحيان. © savageultralight/shutterstock

كلُ من يسافر عبر ألمانيا، يُدرك بمجرد سماع أول كلمة "Hallo؛ هالو" (مرحبًا) الاختلافات الإقليمية في اللغة الألمانية. ستسمع في هامبورغ كلمةَ "Moin؛ موين" كتحية في أيِّ وقتٍ من اليوم – وتعني في الواقع "صباحُ الخير". تقابلك في بافاريا عبارةُ الترحيب "!Grüß Gott؛ جروس جوت!" (حيَّاك الله) أو "Servus؛ سيرفوس" (سلام)، وقد تصادفك أيضًا "Guten Tag؛ جوتن تاج" (مساءُ الخير) في الأوساط الرسمية بالأحرى.

إذا ذهبت إلى مخبزٍ في برلين وطلبت "Semmel؛ زيمل" (خبز الكيزر)، فلن يفهمك أحد؛ ذلك أن المخبوزات، التي تُسمَّى "Brötchen؛ بروتشن" (لفافة خبز) باللغة الألمانية القياسية، لا تُعرف باسم "Semmel" إلا في بافاريا، أما في العاصمة الألمانية وفي براندنبورغ فيُطلَق عليها اسمُ "Schrippe؛ شريبه" (لفافة خبز مكشوطة). كما تشيع لها مُسمَّياتٌ أخرى، مثل "Weckle؛ ڤيكل" (لفافة خبز)، و"Rundstücke؛ روند شتوكه" (المخبوزات المُدوَّرة)، وأيضًا "Laablas؛ لابلاس" (لفافة خبز مستطيلة) – مرحبًا بك في عالم اللهجات الألمانية

تمتد اللهجاتُ من بحر الشمال إلى جبال الألب، وتُضفي طابَعها على الهويات الإقليمية ولها في الغالب وَقعٌ مختلفٌ للغاية لدرجة أنه حتى المتحدثين الأصليين يُعمِلون فكرهم لفهم معانيها. ولكن كيف حدث هذا التنوُّع وما الوضع اليوم؟ 

Dieses YouTube-Video kann in einem neuen Tab abgespielt werden

YouTube öffnen

محتوى ثالث

نحن نستخدم YouTube، من أجل تضمين محتويات ربماتحتوي على بيانات عن نشاطاتك. يرجى التحقق من المحتويات وقبول الخدمة من أجل عرض هذا المحتوى.

فتح تصريح الموافقة

Piwik is not available or is blocked. Please check your adblocker settings.

نظامٌ لغويٌّ ذاتيٌّ له تاريخ 

تتعدَّى اللهجةُ مجرد كونها مخزونًا تراكميًا من التعبيرات الإقليمية: إنها تُشكِّل نظامًا لغويًا مستقلاً تطوَّر عبر قرون – بما في ذلك القواعد والنحو والثروة اللغوية ونغمة الكلام ذات الطابع المُميّز. لطالما كانت ألمانيا في الماضي إماراتٍ وممالك ودُوَيْلاتٍ مستقلة. وأدَّى انخفاضُ حركة الناس إلى تطوُّر لهجاتٍ في هذه الدول الصغيرة، وما زالت حتى يومنا هذا تُعزِّز الشعورَ بالانتماء الإقليمي. 

ولم تبدأ اللغةُ الألمانيةُ القياسيةُ في التطوّر تدريجيًا إلا في الحقبة الحديثة المبكرة – وكان ذلك بدايةً في الشكل المكتوب فقط. ثم أصبحت هذه اللغة الألمانية القياسية، المُوحَّدة إلى حدٍ كبير، هي المعيار السائر الآن في التعليم ووسائل الإعلام والمناسبات الرسمية.  

منتشرةٌ في المناطق الريفية في المقام الأول 

تشهد اللهجاتُ تراجعًا بشكلٍ عام؛ خاصةً في المدن الكبرى في ألمانيا. من الممكن أن تُشكِّل اللهجاتُ تحدّيًا للغرباء في الولايات الاتحادية مثل بافاريا أو بادن-فورتمبيرغ أو زاكسن. ولكن: معظمُ السكان المحليين ينتقلون من اللهجة المحلية إلى اللغة الألمانية القياسية دون أيِّ مشاكل.