مدينة في تحول
بصفتها عاصمة الثقافة 2025 تسعى كيمنيتس إلى الربط مع تاريخها المتأثر بروح الإبداع.
تتمتع مدينة كيمنيتس الواقعة في شرق ألمانيا بتاريخ طويل مهم كمنطقة صناعية كبيرة. مع التصنيع المتسارع في القرن التاسع عشر تطورت كيمنيتس إلى موقع إبداعي وابتكاري مهم. وقد كانت المدينة رائدة بشكل خاص في مجال إنتاج آلات الصناعة النسيجية.
مانشستر السكسونية
مدينة «مانشستر السكسونية»، كما كانت تُسمى مدينة "كيمنيتس" في ألمانيا بسبب كثرة مصانعها ومداخنها المنتشرة في كل مكان، كانت تُعتبر أيضًا معقلًا للابتكار في مجالات أخرى، وكان تأثيرها يتجاوز حدود المنطقة إلى حد كبير. على الرغم من أن العديد من المخترعين ورواد الأعمال المبتكرين لم يكونوا من أبناء كيمنيتس الأصليين، إلا أنهم وجدوا في هذه المدينة الظروف المثالية لأعمالهم. في عام 1881، نجح أدولف فرديناند فاينهولد بتطوير قارورة حرارية للتجارب المخبرية، وهي تعتبر بمثابة مقدمة لقارورة حفظ الحرارة «ترمس» الحالية. وفي عام 1932، اخترع هاينريش غوتلوب بيرتش، ابن مدينة كيمنيتس أول منظف غسيل صناعي بالكامل في العالم، والمعروف أيضًا باسم Fewa. في ذات العام قامت أربع شركات لإنتاج السيارات في المنطقة بتأسيس اتحاد السيارات الذي كان نواة شركة أودي ذات الماركة المعروفة حاليا.
مدينة كارل ماركس
تعرضت مدينة كيمنيتس لدمار هائل إبان الحرب العالمية الثانية. بعد انتهاء الحرب تم في العام 1953 تغيير اسم المدينة، لتصبح مدينة كارل ماركس، الذي يعتبر أبو الاشتراكية، وأصبحت المدينة جزءا من جمهورية ألمانيا الديمقراطية (DDR). وقد تمت إعادة إعمار المدينة وفق مبادئ ومعايير بناء المدن الاشتراكية. وهكذا نشأت العديد من المجمعات السكنية المسبقة الصنع، والتي ساهمت في تشكيل المشهد الحضري وفي إيجاد المساكن للسكان العاملين. في عام 1971 تم رفع الستار عن نصب كارل ماركس التذكاري، وهكذا أصبح رأس الفيلسوف الألماني المهيب، معلمًا بارزًا وشعارا للمدينة. وباعتبارها موقعًا مركزيًا للمظاهرات المناهضة للنظام، فقد لعب النصب التذكاري، المعروف شعبياً باسم «نيشل»، (وهي تعني «الجمجمة» باللهجة الألمانية الوسطى السائدة في المنطقة) دورًا مهمًا أيضًا في التحول السياسي الكبير في عامي 1989 و1990، حيث استعادت المدينة مكانتها التاريخية، واسمها الأصلي: كيمنيتس.
عاصمة أوروبا الثقافية
تعتبر المدينة اليوم موقعا مهما للتكنولوجيا، كما أنها واحدة من أسرع المدن نموا في ألمانيا، وتعتبر موطنا للعديد من الشركات الابتكارية والشركات الناشئة. كما تشتهر كيمنيتس أيضا بالمزيج المتميز والفريد من العمارة التاريخية القديمة والعمارة المعاصرة. تعتبر منطقة كاسبيرغ واحدة من أكبر المناطق التي تجمع طراز التأسيس وطراز الحداثة في البناء في ألمانيا. وباعتبارها عاصمة الثقافة الأوروبية، تسعى المدينة إلى إعادة تفسير وعرض تاريخها الصناعي من خلال المشاريع الفنية. «شاهد غير المرئي» هو شعار برنامج العاصمة الثقافية الذي يتضمن 150 مشروعا و1000 فعالية مختلفة. في أبنية المصانع السابقة تقام ورشات العمل والمهرجانات والفعاليات، كما يملأ الفنانون زوايا المدينة بأعمالهم ومنحوتاتهم.