هذا ما تتحدَّث عنه ألمانيا
آهٍ من ألمانيا – أرض الشعراء والمُفكِّرين وأطباق اللحوم الشهيّة. إذا صدّقنا هذه العبارة الشائعة، فإن الألمانَ مهووسون بأيّ شيءٍ يمكن شيُّه أو قليه في زيتٍ وفير أو غمره بكميةٍ كبيرةٍ من الصلصة. شرائح شنيتزل، والنقانق المقلية، وفخذ الخنزير – هم النجوم الساطعة في قوائم الطعام من بحر الشمال إلى جبال الألب.
لنتوقَّف هنا قليلاً. هل هذا حقيقيٌّ الآن؟ مؤكد أن الكثير من الأشخاص يحبون تناول شرائح شنيتزل، لكن ما لا يقل عن ثمانية في المائة من الألمان نباتيون واثنان في المائة آخرون نباتيون متشددون. ومن المسلم به أنه لا تزال هناك نسبةٌ هائلةٌ تبلغ 90 في المائة. لكن 41 في المائة منهم يصفون أنفسهَم بأنهم أشباه نباتيين، يستمتعون باللحوم بوعي، لكنهم يتغاضون عنها في كثيرٍ من الأحيان. يمكن القولُ بأن الذوق الألماني يتحوَّل إلى المرونة على نحوٍ متزايد.
المرونة في الأوقات المضطربة – هنا يبرز عمودُنا الجديد تحت عنوان "حديثٌ قصير وشريحةُ شنيتزل" (Smalltalk & Schnitzel). نتجرَّأ على إلقاء نظرةٍ ساخرةٍ على كل ما يتغيَّر حاليًا في ألمانيا وما يتحدَّث عنه الناسُ حاليًا: الاتجاهات الثقافية والظواهرُ الرقمية وحالاتُ الفضول الاجتماعيّ. ولا يدور الحديثُ بأيِّ حالٍ من الأحوال عن الطعام فقط (رغم أنه موضوعٌ جيدٌ على الدوام). عمودُنا مُخصَّصٌ لكل من يحب أن يكون له رأيٌّ أو يُقلِّب ناظريه أو يرفع حاجبيه.
وسواءٌ تعلَّق الأمرُ بشريحة شنيتزل بالصويا أو بلحم الخنزير المشوي، أو دار الحديثُ حول صيحات تيك توك أو الحيل اليدوية: عمود "شريحةُ شنيتزل وحديثٌ قصير" (Smalltalk & Schnitzel) هو الأساس المثالي للتألق برؤى ثاقبة عن الحياة الألمانية اليومية في الدردشة التالية حول ألمانيا.