"كنْ شجاعاتٍ واتخذن الخطوة الأولى"
سيدة الأعمال ميلاني باوم من مبادرة "سيداتٌ قويات – شركاتٌ متوسطة قوية" تتحدِّث عن أهمية وجود المرأة في المناصب القيادية.
نظرًا لأن السيدات في المجال الاقتصادي ما زلن لا يحظين سوى بقدرٍ ضئيلٍ جدًا من الاهتمام، دُشِّنت مبادرة "سيداتٌ قويات – شركاتٌ متوسطة قوية". تتطلَّع وزارةُ الاقتصاد الألمانية من خلال هذه المبادرة إلى ضمان تسليط الضوء على المديرات صاحبة الكفاءات. ميلاني باوم، واحدةٌ من المديرات النشطات للغاية؛ مالكة ومديرة شركة باوم "Baum" لتقنيات تقطيع المعادن في بلدة مارل في شمال الراين وستفاليا.
سيدة باوم، باعتبارك مديرة أحد المشاريع، هل تشعرين بأنك استثنائية أم راسخة في مجال عملك؟
من وجهة نظر رسمية، بصفتي المديرة والمالكة الوحيدة، أنا استثنائية إلى حدٍ ما في مجال عملي. وفي الوقت ذاته قد لا يكون من المهم على الإطلاق أن تتحملي وحدك المسؤوليةَ عن العمل بنسبة 100%. الأهمُ من ذلك هو أن المزيد من السيدات أصبح لديهن الثقة اللازمة ليكن مديرات مشاريع في قطاع الصناعة. ولحسن الحظ يتطور الأمرُ على نحوٍ إيجابيّ، ولكن بوجهٍ عام لا زال الطريقُ طويلًا ومثيرًا.
الحل هو تكوين فرق عمل مختلطة.
لقد واصلتي إدارةَ شركة عائلية وحافظتي على البنى الهيكلية القائمة. هل ثمة علامة مميزة أضفتيها كسيدة منذ ذلك الحين؟
واجه مجالُ عملنا تحوِّلاتٍ كبيرة في السنوات الأخيرة. كانت هذه التغييرات بحاجة إلى دعمٍ وثيق. التعامل المنفتح مع المشاكل والنزاعات، وثقافةُ التواصل التي تغيَّرت لتكون أكثر شفافية ومشاركة، وتكوين فرق عمل مختصة ذات كفاءات متنوعة، كلُ هذه التطوَّرات تمكَّنتُ من دعمها وتنفيذها على نحوٍ أفضل من والدي. هل حدث ذلك بسبب كونك امرأة؟ يمكن أن يكون كذلك، لكن ليس بالضرورة...
هل للشبكات أهميةٌ خاصة بالنسبة للسيدات؟ وما هو دور مبادرة "سيداتٌ قويات – شركاتٌ متوسطة قوية" في هذا الصدد؟
هنا أيضًا، الحل بالنسبة لي هو تكوين فرق عمل مختلطة. وبغض النظر تمامًا عن النوع، أرى دائمًا أنه من المفيد للغاية الجمع بين مهارات وسمات شخصية متنوعة - في شركتي وكذلك في الشبكات. ومن خلال مبادرتنا نركز على احتياجات المرأة وظروفها في الشركات متوسطة الحجم، ولكننا نرحب أيضًا بأي "مساهمة من الرجال"؛ فهدفنا المشترك هو تقوية الشركات متوسطة الحجم. وعندما يتعلَّق الأمر بموضوعنا "المرأة"، كما هو الحال في سائر المواضيع، ينطبق المبدأ التالي: فرقُ العمل ذات الكفاءات المختلفة والتنوع والاختلاف أمورٌ مجدية وذاتُ قيمة.
ماذا تقولين لامرأةٍ شابة تبلغ من العمر 20 عامًا وتفكّر في مسارها المهني؟ ما الأشياء المهمة كي تمضي قدمًا؟
يجب أن تفكر جيدًا في الطريقة التي تريد بها ملء ساعات عملها وكسب رزقها: ما الأيسر بالنسبة لي؟ ما الذي أجيده؟ ما الذي يسعدني؟ بغض النظر عن النوع، لا يكون تحقيقُ اتزانٍ مع العمل ضروريًا حقًا؛ فالقصد هو الحفاظ على مستوى الطاقة الإنتاجية ونيل الحافز من الإبداع والقيمة الشخصية. ويخلق ذلك غالبًا رغباتٍ ورؤى لمسار الحياة المهنية. ولجميع السيدات خصوصًا أقول: لا تكنْ قاسياتٍ على أنفسكن. تجرأن على ارتكاب الأخطاء. لا يهم أن تصلن للكمال. كنْ شجاعاتٍ واتخذن الخطوة الأولى.
